الخميس، 28 مايو 2015

مقال: الأسرى وَجَعٌ متجدّد ...

مقال: الأسرى وَجَعٌ متجدّد ... وائل أبو هلال


السجن، المُعتقل، الأسير، المحامي، المحكمة، الحُكم، المؤبّد، الإداري، النّقب، عوفر، الإضراب، الكنتين، العزل، ... مفردات تتمدّد في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأجياله؛ فالطفل يرددها منذ ولادته لأنه قد يولد وأبوه أو أمه أو أخوه أو جده معتقل! والشاب لا بدّ أن تكون هذه المعاني إحدى حكاياته اليومية: معاناة أم ملهاة، غضب أم فرح، إذلال أم كرامة؛ وأما العجوز فيتوسّدها في قبره؛ لأنه غالباً ما يفارق الحياة وهو يتلوّى شوقاً لضمة حبيبٍ خلف القضبان، فيكون الموت أسرع إليه من ذلك!
الزمان والمكان عند كلّ فلسطيني يتلوّنان بطيف هذه المفردات!
فالزمان إما حاضر متخمٌ بهذه المفردات وظلالها؛ يقظة ونوماً، صحواً وحلماً، حقيقة ووهماً. والمستقبل لا يعني عنده إلا تاريخ الإفراج المتوقّع أو موعد المحكمة المؤجل، أو "الدهر" الباقي من زمن المؤبّدات. والماضي بعضُ ذكرياتٌ سرقها على حين غفلةٍ من المحتل قبل أن توضع الأصفاد في يد الحبيب، أو يوصد باب زنزانته فيحال بينهما إلى أمدٍ بعيد!
والمكان يُجسّد هذه الظلال في شخوص يتحسّس ويشم آهاتها؛ أو قد يكون الحافلة التي تقلّه "للزيارة" الموعودة بعد سنين من المحاولات، أو الحاجز "المحسوم" الذي يُذلُّ عليه لساعات حتى يدخل أرضه وبيته، وقد يكون بيت ابنه الأسير أو سرير ابنته المعتقلة إدارياً! وقد يكون هو كلّ ما يراه حوله من "الوطن" الأسير خلف الجدار والمعابر والحواجز والجسور!
أو لعله ليس كلّ ذلك! وإنما ما جَمُدت عنده "دنياه" من أسماء: النّقب، مَجِدّو، نفحة، عُوفَر، رامون، عسْقلان، هَداريم، بئر السّبع، جَلبوع، مستشفى الرملة (المسلخ)، هشارون!
نعم؛ ليس هذا مبالغةً أو نحتاً لصور عاطفية خيالية ... بل هي الحقيقة أو أقل! وإلا فماذا يعني أن يكون رُبعُ الشعب الفلسطيني داخل السجون؟ ببساطة يعني أن كلّ عائلة فلسطينية جرّبت اعتقال أحد أفرادها على الأقل مرة واحدة على الأقل! وبالتالي عاشت كلّ تلك المعاناة بتفاصيلها وأكثر!
لعل جولة سريعة على "نُتَفٍ" من هذه التفاصيل تعطي بعض صورة على حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني على مدى ستة عقود:
بعض الإحصائيات العامة:
يقبع داخل السجون الصهيونية لغاية 31/5/2014 ما لا يقل عن خمسة آلاف ومئة أسير (5,271)؛ منهم 11 نائباً، و196 طفلاً، و17 أسيرة. و298 أسيراً من القدس المحتلة، و90 من فلسطينيي 48، و377 أسيراً من قطاع غزة، و476 أسيراً محكومون مدى الحياة، بالإضافة إلى 205 أسرى استشهدوا في الأسر.
الأسرى موزعون على السجون كالتالي: (بالإضافة لمن يقبع في مراكز التحقيق والتوقيف).
السجن  عدد الأسرى
 النقب  1,500
 مجدو  450
 نفحة   500
 عوفر  500
 رامون  600
 عسقلان       60
 هداريم 120
 بئر السبع      240
 جلبوع  400
 مستشفى الرملة (المسلخ)       50 أسيراً مريضاً
 نساء وأطفال سجن هشارون    204
تعريف عام بالمعتقلات الصهيونية:
سجن النقب:
يقع سجن النقب الصحراوي والمعروف باسم "أنصار 3" على بعد 180 كم جنوب مدينة القدس وعلى بعد 10 كم شرق الحدود المصرية، وقد افتتح أول مرة سنة 1988 حيث زاره أكثر من 50 ألف معتقل فلسطيني، ويتكون من ثلاثة أقسام كبيرة؛ وهي:
1. قسم أ (قسم الآبار): وهي كلمة مأخوذة من بئر لأن القسم يشبه البئر ويتكون من 8 أقسام داخلية، ويتسع كلّ قسم لـ 120 أسيراً ويتكوّن كلّ قسم من 6 خيام.
2. قسم ب (قسم الكرافانات): وهو (غرف شبه متنقلة) وقد تمّ بناؤه سنة 2008 بعد حريق السجن والذي استشهد على إثره محمد الأشقر، ويتكون من جانبين؛ الأول: أربعة أقسام (كرافانات). والثاني: يتكون أيضاً من أربعة أقسام (خيام).
3. قسم ج (قسم الغرف): وهو قسم تمّ بناؤه سنة 2007.
ويتسع السجن بكافة أقسامه إلى قرابة 3,500 أسير، وقد كان يُدار من قبل الجيش الصهيوني حتى تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2006 إلى أن تمّ نقل الإدارة إلى مصلحة السجون الصهيونية المعروفة بـ"الشاباص"، ويوجد حالياً فيه 1,500 أسير.
سجن الرملة:
في سنة 1953 تمّ تخصيص جزء من سرايا الرملة كسجن للفدائيين الفلسطينيين، ثم حوّلت السرايا بكاملها في سنة 1967 إلى سجن مركزي للجنائيين اليهود إضافة إلى الأسرى الفلسطينيين وخصوصاً من منطقة القدس.
وقد أُنشِأ مستشفى داخل السجن تابعة لمديرية السجون بهدف معالجة الأسرى، كما ألحق به معتقل للنساء "نفي تريتسا" خصص للأسيرات الفلسطينيات والجنائيات الإسرائيليات.
ويُعدُّ سجن الرملة سبّاقاً في خوض الإضرابات عن الطعام؛ حيث أعلن الأسرى في مطلع سنة 1968 إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وكان مطلبهم الرئيسي وقف الاعتداء الجسدي ونقلهم من "البركسات" التي كانت عرضة لمياه الأمطار وطفو المجاري المستمر.
وفي منتصف 1968 أعلنوا إضرابهم الثاني عن الطعام، وكان مطلبهم الرئيسي هو الدفاتر والأقلام ووافقت الإدارة على مطلبهم الذي عُدَّ سبقاً لأسرى الرملة في هذا الخصوص.
ويُعدّ سجن الرملة المعبر الرئيسي للحركة بين السجون؛ حيث أنه عادة ما يكون محطة يوضع فيها الأسرى المنقولون من سجن إلى آخر قبل إرسالهم إلى السجون الأخرى. ويوجد حالياً في مستشفى سجن الرملة ما يزيد على خمسين أسيراً مريضاً.
سجن نفحة:
يقبع هذا المعتقَل 100 كم جنوب مدينة بئر السبع و200 كم جنوب مدينة القدس وهو من أشدّ السجون قسوة، وقد استحدث هذا السجن خصيصاً للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون بغرض عزلهم عن بقية السجون الأخرى. ومن أشهر الأحداث التي شهدها هذا السجن الإضراب الطويل عن الطعام الذي نفذه الأسرى الفلسطينيون في 7/7/1980 وأسفر عن استشهاد اثنين منهم، ويوجد فيه حالياً 500 أسير.
سجن عسقلان:
بعد هزيمة 1967 وتصاعد المقاومة الفلسطينية وازدياد عدد المعتقلين، أصدرت قيادة جيش الاحتلال سنة 1970 مرسوماً عسكرياً بافتتاح سجن عسقلان المركزي. وشهد افتتاح المعتقل تنكيلاً بالأسرى؛ حيث كانوا يمرون وسط صفين لدرك السجون من البوابة وصولاً إلى غرف وزنازين السجن، بينما الهراوات تنهال على أجسادهم.
وقد فرضت سلطات السجن العمل الإجباري على الأسرى في ورش عمل ملحقة بالمعتقل، استطاع الأسرى مقاطعة مرافق العمل بشكل كامل عبر سلسلة طويلة من الاحتجاجات سواء على الاحتجاز أم على إجبارهم على العمل، ويوجد فيه حالياً ستين أسيراً.
سجن عوفر:
أُنشِأَ هذا السجن في فترة الانتداب البريطاني على أراضي بيتونيا غرب مدينة رام الله، ويطلق عليه السجناء اسم "جوانتانامو" و"الأحمر" نظراً لسوء الأحوال فيه، حيث يعيش في كل خيمة من خيامه 30 أسيراً يعانون من نقص الطعام والملابس وسوء الرعاية الصحية فضلاً عن انقطاع السجناء تماماً عن العالم الخارجي، ويوجد حالياً فيه 500 أسير.
سجن بئر السبع:
أُنشِأَ في بداية سنة 1970، وحاولت سلطات الاحتلال إجراء جملة من التجارب على الأسرى، من خلال طرح برامج حوارية مع بعض الأدباء الإسرائيليين أمثال ساسون تسوميخ. لكن الأسرى، أفشلوا هذا البرنامج مما دفع مديرية السجون لوقفها. وقد رحل كافة السجناء الأمنيين سنة 1984 إلى باقي السجون والمعتقلات الإسرائيلية وبقي السجن للجنائيين فقط، وبعد سنة 1987 تمّ إنشاء قسم للعزل بهذا السجن، يوجد به حالياً نحو 100 أسير فلسطيني، وباقي أقسام السجن تستخدم للسجناء الجنائيين اليهود والعرب، ويوجد حالياً فيه 240 أسير.
الأسرى حسب نوع الحكم (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
 عدد الأسرى    الحكـــم
 2,960        السجن المؤبد لمرة أو عدة مرات: والسجن المؤبد في القانون الدولي 25 سنة ولكن "إسرائيل" تخالف هذا القانون فمدة المؤبد لديها 99 سنة.
 11      نائباً: اعتقال النواب إجراء مخالف للقانون والعرف الدولي، حيث من المفترض أن يكون لهم حصانة دبلوماسية.
 2,099        بين موقوف ومعتقل إداري، واﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ محاكم عسكرية إسرائيلية، ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ مدان ﺣﺘﻰ تثبت براءته، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﺋﻊ ﺳﺮﻳﺔ لا يسمح للمتهم ولا محاميه بالاطلاع عليها.
 30    الأسرى القدامى: وكان من المفترض أن يفرج عنهم وفقاً لاتفاقية شرم الشيخ الموقعة في 4/9/1999، والتي نصت على أن "الجانب الصهيوني سيفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 سبتمبر/ أيلول 1993، والذين اعتقلوا قبل 4 مايو/ أيار 1994".
توزيع الأسرى جغرافياً (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
المنطقة عدد الأسرى    النسبة المئوية
قطاع غزة       410 أسيراً     8%
القدس وأراضي  48     250 أسيراً     4.9%
الضفة الغربية   4,400 أسيراً  86.3%
عرب من جنسيات مختلفة       40 أسيراً      0.8%
الحالة الاجتماعية للأسرى (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
  الحالة الاجتماعية     العدد  النسبة المئوية
 أعزب  3,060        60%
 متزوج 2,040        40%
الأسيرات:
منذ سنة 1967 مرّت أكثر من 100 ألف امرأة فلسطينية بتجربة الاعتقال، وخلال انتفاضة الأقصى اختطف الاحتلال ما يزيد عن 900 امرأة فلسطينية.
يقبع حالياً 18 أسيرة فلسطينية في سجن هشارون) أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني المعتقلة منذ نيسان/ أبريل 2002)، 8 منهن محكومات بأحكام مختلفة وسط أوضاع اعتقالية مأساوية، ومنع العلاج للمريضات منهن، وفي ظلّ الأجواء والطقس البارد، إضافة إلى الأوضاع النفسية الصعبة التي تتملكهن بسبب الأسر والمعاملة القاسية من قبل إدارة السجن هناك.
الباقيات ما يزلن موقوفات إدارياً وبانتظار إصدار أحكامهن، لكن الاحتلال يقوم بتأجيل محاكماتهن في كلّ مرة.
الأسيرات حسب الحُكم: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
- 4 أسيرات يقبعْن مع أزواجهن في الاعتقال.
- 8 أسيرات محكومات أحكام عالية.
- 10 أسيرات موقوفات بانتظار المحاكمة.
تعاني الأسيرات من ظروف اعتقالية قاسية تخالف المواثيق الدولية؛ ومن أبرز مظاهر هذه القسوة:
1. حرمان الأسيرات من التعليم الثانوي والجامعي.
2. عدم السماح لهن بإدخال الكتب والمجلات أو اقتناء مكتبة خاصة.
3. اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بشكل متكرر والتفتيش العاري والعبث بأغراضهن الخاصة.
4. استخدام أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات.
5. حرمان الأهل من إدخال أيّ مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها.
6. عدم وجود طبيب مختص أو طبيبة نسائية في عيادة السجن لتراعي شؤون الأسيرات المريضات.
7. ممارسة أعنف أساليب التعذيب والتضييق والحرمان من الحقوق مما يفاقم من المعاناة وتدمير الحالة النفسية لهن.
8. سوء المعاملة والإهانة واعتداءات بالشتم والضرب من قبل السجّانات خلال النقل أو الخروج للعيادة.
9. منع إرسال الرسائل من الأسيرات إلى ذويهن، ومؤخراً سُمِح فقط باستقبال الرسائل من الأهل ولكنها تصل بعد شهور.
الأطفال الأسرى:
دخل السجون الإسرائيلية 10 آلاف طفل فلسطيني تقريباً منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000، وما يزال الاحتلال يختطف في سجونه ما يزيد عن 196 طفلاً معظمهم دون الـ 18، بينما يعدُّ أيّ شخص دون الـ 18 من العمر طفلاً حدثاً حسب ما تنص عليه المواثيق الدولية. يعرّف الأطفال الفلسطينيون بعمر 16 كبالغين وذلك حسب القوانين العسكرية التي يطبقها جيش الاحتلال في المناطق والأراضي المحتلة. ويتم حرمانهم من المعاملة الخاصة لهم كأطفال، الى أن أُجْبِر العدو على الإقرار بتعريف الأمم المتحدة أخيراً.
على الرغم من ذلك ما زالوا يعانون من:
1. الاحتجاز في غرف صغيرة لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين وبأعداد كبيرة.
2. الابتزاز والضغط عليهم للارتباط مع الاحتلال، وهذا من أخطر الأمور التي تواجه هذه الشريحة.
3. التعذيب الممنهج وبأساليب متنوّعة؛ منها: الاعتداء بالضرب المبرّح، والهز العنيف، وتقييد الأيدي والأرجل وعصب الأعين، واستخدام الصعقات الكهربائية، والشبح، والحرمان من النوم، والضغط النفسي، والسب والشتم.
4. الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، عدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين.
5. نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات.
6. نقص الملابس، والحرمان من زيارة الأهل والمحامون.
7. الاحتجاز مع البالغين.
8. الاحتجاز مع أطفال جنائيين إسرائيليين.
9. التفتيش العاري، وتفتيش الغرف ومصادرة الممتلكات، وكثرة التنقل، وفرض الغرامات المالية الباهظة ولأتفه الأسباب، والحرمان من التعليم.
الأسرى القدامى:
وهم المعتقلون منذ ما قبل اتفاقية اوسلو، وقد انخفض عددهم من 52 أسيراً ليصل إلى 30 أسيراً بعد الإفراج عن الدفعة الثالثة أواخر سنة 2013، 17 منهم قضوا أكثر من 25 عاماً في السجن، منهم أقدم أسير في العالم!
أقدم أسير في العالم:
كريم يونس فضل يونس؛ اسمٌ يجب أن يُنقش في ذاكرة الفلسطينيين، بل في ذاكرة كلّ حرّ في هذا العالم، عميد الأسرى الفلسطينيين، من قرية عارة في المثلث الشمالي، من مواليد سنة 1958، والمعتقل منذ 6/1/1983، والمحكوم مدى الحياة والمتواجد حالياً في سجن بئر السبع، دخل عامه الـ 31 في سجون الاحتلال.
التجاوزات الصارخة للمواثيق والقوانين الدولية
التعذيب الممنهج:
يمكن القول إن 95% من الأسرى تعرضوا للمعاملة القاسية ولأساليب تعذيب وحشية لانتزاع اعترافات منهم؛ في حين تنص المادة 17 ضمن الباب الثالث من اتفاقية جنيف المتعلق بالأسر على أنه:
"لا يجوز ممارسة أيّ تعذيب بدني أو معنوي أو أيّ إكراه على أسرى الحرب لاستخلاص معلومات منهم من أيّ نوع، ولا يجوز تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الإجابة أو سبهم أو تعريضهم لأي إزعاج أو إجحاف".
وقد أُحْصِيَ استخدام أكثر من سبعين أسلوباً من عمليات التعذيب المحرّم دولياً بموجب اتفاقات جنيف الرابعة؛ ومن أهمها:
1. الهزّ العنيف.
2. الحشر داخل الثلاجة.
3. الضغظ والضرب على الخصيتين.
4. الحرمان من النوم.
5. الخنق عبر تغطية الوجه والرأس بكيس معتم وقذر والضغط على الرقبة ومجرى التنفس.
6. توقيف المعتقلين في العراء صيفاً وشتاءً لساعات طويلة.
7. إجبار المعتقلين على التعري من ملابسهم.
8. التحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب خصوصاً القُصّر منهم.
9. الضرب الشديد بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق.
10. الشبح وتوقيف المعتقلين بأوضاع صعبة، أو إجبارهم على جلوس القرفصاء على رؤوس أصابعهم.
11. تعريض الأسير للصدمة الكهربائية حتى فقدان الوعي.
12. تكبيل اليدين والرجلين على شكل موزة.
13. الحشر في زنزانة مليئة بالأسرى.
14. زجّ الأسير بغرفة خاصة بالعملاء.
15. الضرب فوق القلب.
16. العزل.
العزل الانفرادي:
من أقسى أساليب التعذيب، حيث يوضع الأسير في زنزانة انفرادية صغير الحجم تدعى "الإكسات"، ولا تتعرض للتهوية وأشعة الشمس، وذلك لفترات طويلة، فهناك 14 أسيراً من الأسرى المعزولين منذ أعوام طويلة تصل لعشرات الأعوام، منهم الأسير القائد جمال أبو الهيجاء، وحسن سلامة، وإبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، حتى صفقة شاليط حيث تمّ انهاء العزل حسب المتفق عليه، وهذا يعدُّ مخالفاً للمادة 119 من الاتفاقية والتي تنص على: "عدم جواز عزل أسير أكثر من شهر بغض النظر عن المخالفة التي ارتكبها".
البدعة الصهيونية "المقاتل غير الشرعي":
حيث يبقى الأسير رهن الإعتقال دون تهمة بعد فشل النيابة العسكرية الصهيونية في إدانتهم خلال جولات التعذيب والتحقيق المكثفة.
يبلغ عدد الأسرى الخاضعين لهذا القانون العنصري تسعة، ومعظمهم من أسرى قطاع غزة والمعتقلين خلال العدوان الصهيوني على القطاع.
وقد كان أول أسير يسجن تحت هذا المسمى الدكتور حمدان الصوفي، أستاذ الفقه الإسلامي في الجامعة الإسلامية في غزة.
ويَعُدُّ هذا القانون العنصري كلَّ فرد يقوم بأي فعل معاد للكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر مقاتلاً غير شرعي! مسقطاً بذلك صفة أسير الحرب عن المعتقل، وبالتالي تجريده من حقوقه وفق المادة 4 من اتفاقية جنيف، وبقية المواد.
الملف السري:
يستخدم الاحتلال هذا البند العنصري المسمى بالملف السري للأسير كذريعة لإبقائه رهن الاعتقال ودون أن يطلع الأسير على فحوى الملف السري، وبالتالي تحويله إلى ما يُسمّى "الإعتقال الإداري".
البوسطة والتنقلات بين السجون:
معاناة الأسرى خلال تنقلاتهم بين السجون الصهيونية مظهر صارخ من مظاهر المعاناة، يمثّل في ضيق الوقت ما بين تبليغ الأسير بموعد نقله وبين ساعة النقل! بالإضافة لتكبيل الأسير من قدميه ويديه ووضعه في عربة النقل مع الجنائيين الصهاينة مما يعرّض حياته للخطر، والتفتيش العاري للأسير قبيل النقل حيث يُجبر على خلع ملابسه كاملة مما يسبب له الإحراج والأذى النفسي البالغ، وكذلك الضرب أثناء التنقل، ومنعه من دخول الحمام لقضاء الحاجة والوضوء والصلاة.
الكبت الإعلامي:
تقوم سلطات السجون الصهيونية بمنع الأسرى من مشاهدة بعض الفضائيات كالجزيرة والأقصى والقدس والعالم، وتُبقي لهم بعض الفضائيات الصهيونية، بغية حجبهم عن مجريات الأحداث من حولهم فيما يتعلق بمختلف أبعاد القضية الفلسطينية.
المنع من الدراسة:
تعتمد إدارة السجون الصهيونية سياسة منع الأسرى من إتمام تعليمهم في إطار همجية وعنصرية هذا الكيان الغاصب، إلا أننا نسجل هنا بافتخار كبير أن العديد من الأسرى حصلوا على الشهادات الجامعية والدكتوراه في تخصصات مختلفة، محولين بذلك السجون إلى معاهد وجامعات على الرغم من المنع لينقلب السحر على الساحر.
مساومة الأسرى المرضى:
من خلال مساومتهم بالعمالة للأجهزة الأمنية مقابل تلقّيهم العلاج، وقد استشهد 53 أسيراً جراء الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال والذي يُعدُّ سياسة صهيونية ممنهجة ضدّ الأسرى.
شهداء الحركة الوطنية الأسيرة: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 205 شهداء؛ موزعين كالتالي:
1. نتيجة الإهمال الطبي: 53 شهيداً.
2. نتيجة التعذيب: 71 شهيداً.
3. القتل العمد بعد الاعتقال: 74 شهيداً.
4. نتيجة إصابتهم بشكل مباشر برصاص حيّ من أسلحة نارية: 7 شهداء.
التوزيع الجغرافي لشهداء الحركة الأسيرة: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
1. 63 شهيداً من سكان قطاع غزة.
2. 115 شهيداً من سكان الضفة الغربية.
3. 16 شهيداً من أبناء القدس وأراضي الـ 48.
4. 11 شهيداً من مناطق أخرى مختلفة.
الأسرى المرضى: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)
- 24 أسيراً يعانون من السرطان.
- 45 أسيراً يعانون من السكر.
-  615 أسيراً مصابون بشظايا.
- 15 أسيراً يعانون من أمراض الفشل الكلوي.
- 16 أسيراً يعانون أمراض نفسية وعصبية.
- 26 أسيراً معاقاً حركياً ونفسياً.
- 30 أسيراً مصابون بأمراض خطيرة.
- 700 أسيراً بحاجة لعملية جراحية.
- 5 أسرى يعانون من مرض ضمور العضلات.
الأسرى الفلسطينيون وعمليات التبادل:
تمّ تسجيل عدة عمليات تبادل في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة تحرّر بموجبها عدد من الأسرى، وتُعدُّ عمليات التبادل الوسيلة الأكثر فعالية في تحرير الأسرى كمّاً ونوعاً، كما تشهد بذلك وقائع هذه العمليات. ومن أهم العمليات:
1. في 1968/7/23، بعد أن اختطف مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة للاحتلال متجهة من روما إلى تل أبيب، بداخلها أكثر من 100 راكب، وتمّت الصفقة حينها عبر الصليب الأحمر الدولي، وأفرج بموجبها عن 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية.
2. في 1983/11/23، بعد أن اختطف مقاتلون من حركة فتح ستة جنود للاحتلال، أسروهم في منطقة بحمدون اللبنانية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث تمّ الافراج بموجبها عن كافة معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وبلغ عددهم 4,700 معتقل فلسطيني ولبناني، وعن 65 أسيراً من السجون الإسرائيلية.
3. في 20/5/1985 أجرت "إسرائيل" عملية تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، والتي سمّيت بـ"عملية الجليل" وأطلقت "إسرائيل" بموجبها سراح 1,155 أسيراً كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، منهم 883 أسيراً كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية، و118 أسيراً كانوا قد خطفوا من معتقل أنصار في الجنوب اللبناني في أثناء تبادل سنة 1983 مع  حركة فتح، و154 معتقلاً كانوا قد نقلوا من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت في أثناء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان مقابل ثلاثة جنود كانوا بقبضة الجبهة الشعبية.
4. في 2006/6/25، نجحت كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام، بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد تمكنت حركة حماس في 2/10/2009 من إطلاق سراح 20 أسيرة؛ وذلك مقابل حصول "إسرائيل" على شريط فيديو يظهر فيه جلعاد شاليط حياً.
5. وفي 11/10/2011، أكد خالد مشعل أن حركة حماس أبرمت صفقة تقضي بمبادلة 1000 أسير و27 أسيرة، في صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ خمسة أعوام.
إنجازات الحركة الأسيرة التاريخية:
إضراب الأسرى عن الطعام:
استطاع الأسرى بالإضراب عن الطعام عدة مرات تسجيل إنجازات جديدة تضاف لسجل إنجازات الحركة الوطنية الأسيرة ألا وهي:
1. السماح لذوي الأسرى بزيارتهم وبشكل دوري.
2. تقديم العلاج المناسب لهم بعد إنهائهم الإضراب.
3. إنهاء العزل الانفرادي بحقهم جميعاً.
4. الإفراج عن بعض المعتقلين الإداريين، وكان آخرهم سامر العيساوي الذي سجل أطول إضراب في التاريخ.
ويعدُّ إضراب الأسرى الإداريين الأخير، وتكاتف عدد كبير من الأسرى معهم في إضرابهم، آخر حلقة في هذه السلسلة الطويلة من النضال بالأمعاء الخاوية الذي نأمل من الله أن يكلّل بالنجاح وتحقيق مطالبهم.
التحصيل العلمي:
استطاعت الحركة الأسيرة الفلسطينية عبر تضحيات كبيرة أنْ تحوّل سجون ومعتقلات العدو الصهيوني لمدارس وجامعات، فمئات الأسرى يتقدّمون سنوياً لامتحان الثانوية العامة، والعشرات حصلوا على شهادات جامعية درجة البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه بالمراسلة.
هذا بالإضافة لإنجاز عدد هائل من الملفات العلمية والتاريخية والروايات الأدبية ودواوين الشعر التي تعدّ بمثابة ظاهرة إبداعية تستحق الوقوف عندها والكتابة عنها وتوثيقها.
الإبداع الفنّي والأشغال اليدوية:
استفاد الأسرى من أوقاتهم في التعبير عمّا في أذهانهم على شكل رسومات ولوحات فنية رائعة، أو مجسمات فنية بما يتوفر من إمكانيات، أو الأشغال اليدوية المعبّرة؛ مما يمكن عرضه في المعارض العالمية.
الإنجاب عبر التلقيح الصناعي:
ويعدُّ هذا الأمر من الإنجازات الخارقة تاريخياً على مستوى العالم؛ حيث تمكن عدد من الأسرى خلال السنوات الماضية من تهريب "نطف منوية" لخارج السجون ليتم تلقيحها اصطناعياً، وبالرغم من محدوديتها وفشلها عدة مرات، إلا أنها عكست ما يدور في وجدان الأسرى وزوجاتهم من رغبة جامحة في تحدي السجان وتحقيق حلم الإنجاب، وقد تحققت عدة نجاحات يمكن توثيقها:
عمار الزبن أسير فلسطيني يبلغ من العمر 38 عاماً زرع طفلاً في ظلام السجن، ليبصر مهند النور خارج السجن بين أهله وأسرته، ليشكل عنواناً لمعركة علنية خاض غمارها نيابة عن الأسرى كافة من أجل انتزاع حقهم المشروع بالبقاء والحياة.
وقد تمكن أربعة أسرى من تهريب نطف منوية من داخل سجون الاحتلال، وهم: الأسير أسامة السيلاوي من جنين، والأسير علي نزال من قلقيلية، والأسير رأفت القروي، والأسير عبد الكريم الريماوي من رام الله وجميعهم من الأسرى ذوي الأحكام العالية.
ختاماً... إن كان هؤلاء الأحرار العظماء علّمونا كيف تكون التضحية والفداء من أجل الوطن، فقد علّموا العالم كيف يكون النضال والتحدي لأبشع احتلال عرفه التاريخ لأجل الحياة.
***
 (المعلومات والأرقام والإحصائيات الواردة أعلاه حتى نهاية أيار/ مايو 2014 إما موثقة من قبل مركز دراسات الأسرى، أو مؤسسة الضمير، أو موقع الأستاذ عبد الناصر فروانة، أو مستقاة من حوارات مباشرة مع الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار عبر اتصالاتهم المباشرة مع الأسرى في المعتقلات، علماً -وللأمانة العلمية- فإن إحصاءات الأسرى عموماً تتسم بالتغيير الطفيف يومياً نتيجة للحركة الدائمة: اعتقالاً أو إفراجاً أو نقلاً من سجن لآخر).

الأربعاء، 27 مايو 2015

نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

كتاب: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

الكتاب من تأليف الشريف الأدريسي، أحد أشهر الجغرافيين في الماضي وله مساهمات كثيرة في هذا العلم، يكفي أنه رسم خرائط دقيقة وحدد فيها مواقع المدن والأنهار والجبال، واعتمد الأوروبيون على هذه الخرائط في ما بعد في رحلات الاستكشاف.

كتاب نزهة المشتاق يمكن اعتباره موسوعة جغرافية للعالم في القرن السادس عشر، ولكي أكون أكثر دقة فقد تحدث الكتاب عن "الربع المعمور" ويقصد بهذا ربع سطح الأرض الشمالي المعروف لدى الناس في ذلك الوقت، وقد كتب الكتاب بلغة سهلة إلا أن فيه بعض الغرائب التي نقلها الأدريسي عن غيره ولم يدقق فيها، مع ذلك يعتبر الكتاب إنجازاً علمياً من ناحية جمع المعلومات وتحقيقها.

التعريف بنسيبة بنت كعب "أم عمارة" دافعت عن الرسول (ص) في أحد



تنتمي هذه السيدة إلى طراز فريد من الناس، شهدت الغزوات مع الرسول عليه الصلاة والسلام ومع صحابته الأبرار الكرام ، تسقي المجاهدين، وتداوي جراح المصابين، وتضرب بسيفها من أجل الحق اذا لزم الأمر، وتفوقت في ذلك على الأبطال والفرسان.
شهدت غزوة أحد مع زوجها وولديها ، فلما تحول ميزان المعركة في مصلحة المشركين ، لم تخف أو تصرخ ، أو تفر من الميدان ،لكنها صمدت وأخذت تدافع في بسالة منقطعة النظير عن نبي الإسلام، تتلقى عنه الضربات، حتى جرحت اثني عشر جرحا.!!
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما التفت يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني”.
هي نسيبة بنت كعب الأنصارية الخزرجية التي تكنى بأم عمارة.أخت عبد الله بن كعب فارس بدر، وعبد الرحمن وهو من العابدين المتقين و أم “حبيب وعبد الله” وهما من فرسان الإسلام..
كان إسلامها إسلام عقل ويقين ، جاء عن فهم وإرادة واقتناع ، لا تبعية لزوج أو أخ أو أب أو كبير قوم .
في العام الثالث جاء ثلاثة و سبعون رجلا وامرأتان ، هما نسيبة بنت كعب، وأم منيع أسماء بنت عمرو و بايعت رسول الله ضمن من بايعوا فى بيعة العقبة الثانية.
كان دور أم عمارة في سبيل الإسلام كبيرا وإيجابيا ومؤثرا, أرادت أن تؤكد مكانة المرأة فقالت: يا رسول الله، ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن في شيء فاستجاب الله لها ، ونزل الوحي بآيات كريمة تؤكد مكانة المرأة في الإسلام:
“إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً” (الأحزاب: 35)
في يوم أحد شاهدها الرسول صلى الله عليه وسلم تقاتل مع زوجها وولديها قال لابنها عبد الله “بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله أهل بيت”. قالت أم عمارة: ادع الله أن نرافقك في الجنة.فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”. قالت: والله لا أبالي بعد ذلك ما أصابني من الدنيا.
وفي الحديبية تكرر المشهد العظيم ، وأيضا في اليمامة لم يتوقف دورها في الدعوة الإسلامية على حياة الرسول فقط ، ووجوده بين المسلمين، ولكن امتد إلى آخر يوم في حياتها.
شاركت في جيش أبي بكر الذي حارب المرتدين وفي معركة اليمامة مع خالد بن الوليد قطعت يدها و هى تحارب بها تبحث عن مسيلمة الكذاب لتقتله!!!. حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل ولدها “حبيباً” برسالة إلى مسيلمة الكذاب فقتله بعد أن أهانه وعذبه. سأله الكذاب: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ فيقول: نعم فيقول له: أتشهد أني رسول الله؟ فيقول: لا أسمع شيئا.
أخذ الكذاب يقطع بسيفه في جسم الفتى المؤمن الصابر، فلا يزيده التعذيب إلا عزما وصلابة وإيمانا وإحسانا حتى مات.
علمت بموت ولدها فنذرت ووفت بنذرها نذرت ألا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة.وفي اليوم الموعود توجهت إلى ساحة المعركة " معركة اليمامة" مع ابنها عبد الله، وكانت حريصة على الأخذ بثأرها بيديها، لكن عبد الله قام لها بهذا الدور واشترك معه وحشي بن حرب الذي قتل حمزة في غزوة أحد ، وأسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه.
وفي يوم أحد وغيره من أيام الله. كانت تحمل الأربطة على وسطها، وكلما أصاب أحد المجاهدين جرح، جرت إليه وضمدت جراحه، وتطلب منه أن ينهض بسرعة ليستأنف الجهاد في سبيل الله.
وكما فعلت مع الجميع فعلت مع ابنها الذي جرح، وقالت له بعد أن أسعفت جراحه، قم وانهض إلى الجهاد. شاهد النبي صلى الله عليه وسلم ما أصاب ولدها فأشار إليها وقال: هذا ضارب ابنك، فسارعت إليه وضربته في ساقه فوقع على الأرض وأجهزت عليه.
غيرت أم عمارة تلك القاعدة التي تقول بأن الحرب والجهاد شأن من شؤون الرجال ، لا تستطيع النساء المشاركة فيه، أو تحمل أعباءه وقسوته وتضحياته 
وأبلت في الغزوات التي شاركت فيها بلاء حسنا، وكلما رأها النبي صلى الله عليه وسلم تدافع عن الإسلام والمسلمين هتف قائلا: “من يطق ما تطيقين يا أم عمارة”، يقول الله في كتابه الكريم: “لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً” (الفتح: 18).
وكان لنسيبة بنت كعب رضي الله عنها نصيبها من السكينة والثواب. فقدت يدها في إحدى الغزوات، وقدمت ولدها شهيدا في سبيل الله، وعاشت تدعو في سبيل الله بكل ما أوتيت من عزم وقوة. كلمة الحق على لسانها، والسيف في يدها، ووعاء الماء في اليد الأخرى، والأربطة حول وسطها وتضمد بها الجراح أثناء الغزوات كانت كلمتها ترفع همم المجاهدين، وتشد من أزر المقاتلين فيكون النصر حليفهم، والسداد رفيقهم.
تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها فى الدنيا، بعد أن دعا لها النبي برفقته فى الجنة، فكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات، ورصَّعَتْ تاريخها على جبين التاريخ لتكون نموذجًا يُحتذي.

صفات فرعون حسب القرآن الكريم




بسم الله الرحمن الرحيم

صفات فرعون القرآنية


( فرعون ) أو ملك مصر المذكور في الكتاب المقدس والقرآن والذي توافق وجودة وحكمه مع وجود بني اسرائيل في أرض تسمى ( مصر ) ومن ثم نبوّه موسى عليه الصلاة والسلام ، ذكر الله تعالى له في القرآن العديد من الصفات.
فما هي صفات فرعون حسب القرآن الكريم ؟

1 – اسمه أو صفته أو لقبة ( فرعون ) وهو ملك مصر
2 – ذي الأوتاد ( وفرعون ذي الأوتاد )
3 – زوجته مسلمة يقال أن اسمها آسيا (


وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأت فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك
بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين )

4- نائبهُ اسمه هامان وبنى له صرح عظيم ( ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين )
5 – أمر ببناء ( الصرح ) وهو برج عالي كان الهدف منه الصعود الى السماء لرؤية الله! ( يا هامان ابنِ لي صرحا لعلّي أبلغُ الأسباب )
6 – الـهُ أهل مصر الوحيد ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من الهٍ غيري ..)!
7 – له آلهة خاصة به يعبدها وحدة من دون قومه ( وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك ..)؟
8 – ربّى موسى في قصره وأرضعته جارية من بني إسرائيل ( لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) و ( اذ أوحينا الى أمك ما يوحى * أن اقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني * اذ تمشي اختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك الى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا )

9 – حاول هزيمة موسى بالسحر فجمع أهل مصر ومدنها وسحرتها في عيدهم المسمى : ( يوم الزينة ) فهُزم السحرة شر هزيمة وأسلموا أمام الناس ( أهل مصر ) ، ( قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ) وقوله ( وأُالقي السحرة سجّدا قالوا آمنّا برب هارون وموسى )
10 – لم يؤمن بالله ورفض تنفيذ أوامر موسى ، ورغم ما حل في مصر من عقوبات لم يؤمن! ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم آيات مفصلات فأستكبروا وكانوا قوما مجرمين )

11 – حشد جيشا ضخما من مدن مصر وتبع موسى وبني إسرائيل قاصدا إبادتهم ( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين)
12 – غرق هو وجيشه في اليم أي البحر وغرقت مصر معهما ( ودمّرنا ما كان يصنع فرعونُ وقومهُ وما كانوا يعرشون )
13 – أنجى الله بدنه من الزوال والتحلل بعد موته غرقا ( فاليوم ننجيك ببدنك )
14 – وبما أن مصر قد دمرت وجيشه قد أبيد عن بكرة أبيه فلا يمكن أن يكون قد حنّط جسده! بل حفظ داخل مياه البحر الأحمر بطريقة طبيعية وجسده موجود ينتظر من يخرجه ( لتكون لمن خلفك آية )!
ان نظرة بسيطة لصفات فرعون والأحداث التي رافقتة حسب ما جاء في آيات القرآن الكريم لتثبت أن الملك المسمى فرعون ملك مصر ليس له أي علاقة بالبلد الذي نسمية ( مصر ) اليوم والذي يعبره نهر النيل!!
لسبب بسيط جدا هو أن كل هذه الصفات لا تنطبق على أي ملك من ملوك مصر النيل لا من قريب ولا من بعيد!!

ان أقل استنتاج قد نستنتجة من ذلك أن مصر القرآن التي حكمها فرعون وولد فيها موسى عليه الصلاة والسلام ليست مصر النيل ( كانت تسمى طاو ثم أصبحت تسمى قبط حتى قبيل الاسلام ) لا من قريب ولا من بعيد!
خصوصا وأن أوراق البردي التي عَثر الباحثين الآثاريين على الملايين منها وتغطي كل تاريخ مصر النيل لا تذكر أي من هذه القصص أو الأسماء أو الأحداث ولا تشير اليها ولو اشارة صغيرة!!!

والله أعلم
عالم آثار إسرائيلي يشكك في فكرة أرض الميعاد





هل إسرائيل أرض الميعاد

تصور إحدى أعظم قصص التوراة: موسى عليه السلام، البالغ من العمر مئة وعشرين عاما، ينظر إلى أرض الميعاد، قائدا قومه، الإسرائيليين، لمدة أربعين عاما في رحلة استثنائية من العبودية في مصر عبر صحراء سيناء القاحلة إلى فلسطين
وتقول القصة التوراتية إن النبي المسن مات، بمجرد أن لمح مدينة أريحا العريقة. لكن خليفته المختار يوشع واصل المسير لفتح المدينة والاستيلاء على فلسطين

ماذا لو أن هذه القصة لم تحدث على الإطلاق؟
إن أريحا، وهي أول مدينة مسوَّرة في العالم، لا تزال قائمة. وقد بحث علماء الآثار في بقاياها خلال القرن التاسع عشر وكشفوا أدلة تتعلق على الأقل بمراحل احتلالها الثلاث والعشرين. وكشفت الآثار تاريخا من الازدهار والانحطاط والاستعمار
لا توجد أدلة
ورغم كل أعمال الحفر والبحث فإن علماء الآثار لم يجدوا أي دليل على أن جدران أريحا الضعيفة انهارت كما وصفها يوشع في القصة التوراتية

هل رأى موسى حقا مدينة أريحا التاريخية
وليس هذا فحسب ولكن ليس هناك ما يدعم قصة المعجزة العظيمة التي تلي انهيار جدران أريحا كما ترويها التوراة
كما لم يعثر في الحفريات على أي إشارة لشخصيات داود أو اسحق أو يعقوب أو دليل على عبودية اليهود في مصر
البروفيسور زائيف هرتزوج عالم في الآثار من جامعة تل أبيب شارك في كل أعمال الحفر في طول البلد وعرضه. وهو يقول إن كل الأحداث المذكورة في التوراة تتناقض تماما مع ما توصل إليه علماء الآثار

البروفيسور هرتزوج: علينا أن لا نواصل البحث عن دليل هو غير موجود أصلا
ويضيف البروفيسور هرتزوج أن هذه القصص لم تحدث في الحقيقة على مستوى شامل. ربما كان لبعضها أصل في تاريخ عائلات محلية قليلة، لكنها عُممت لاحقا لتصبح قصة شاملة لها أوصاف متماسكة
لقد حاول علماء الآثار الإسرائيليون لعقود من الزمن أن يبرهنوا على أن التوراة تبرر عودة اليهود إلى أرضهم القديمة.
فقد أصبحت الحفريات الأثرية بغرض العثور على دليل يؤكد حق اليهود في أرض الميعاد، هوسا عاما في إسرائيل، وجزءا من عملية بناء الدولة.

حان وقت التقييم
هناك دليل كاف على أن اليهود احتلوا فلسطين قبل ثلاثة آلاف سنة، لكن قدومهم إلى فلسطين كان هجرة وليس غزوا. ويقول البروفيسور هرتزوج إن الوقت قد حان للتوقف عن البحث عن شيء لم يكن موجودا.
ويضيف هرتزوج أنه بعد مرور سنين عديدة على تأسيس إسرائيل، تطورت في البلد ثقافة إسرائيلية وأصبح الإسرائيليون في موقع يؤهلهم لأن يبحثوا عن الدليل بطريقة نقدية وليس القبول بالأساطير المسجلة في التوراة واعتبارها حقائق تاريخية
قضية مثيرة للجدل
ليس غريبا أن تثير استنتاجات البروفيسور هرتزوج، التي تتزامن مع محاولات إعادة تقييم التاريخ اليهودي، ضجة في إسرائيل

الحاخام سبيرو قلق من الطعن في صحة التوراة
ويعترف الحاخام كن سبيرو الذي يجلب طلاب الدين اليهود من كل أنحاء العالم إلى أريحا بأن الدليل العلمي والأثري على صحة القصص اليهودية مهلهل أو ضعيف على الأقل
لكنه يجادل بأن نقص الدليل ليس دليلا على النقص، على حد تعبيره. ويعتقد الحاخام سبيرو أن ما يقوم به البروفيسور هرتزوج خطير جدا على إسرائيل
فعندما يقوم أحد بالتشكيك في تاريخ التوراة وصدق ما تنقله من قصص فإن هذا يعني أنها أسطورة وأنه ليس لليهود الحق أكثر من غيرهم في العيش هنا في فلسطين

رموز التوراة القديمة تنتشر في كل مكان في إسرائيل
أما بالنسبة للمستوطنين اليهود الذين يؤسسون حقهم في احتلال فلسطين على التوراة والوجود اليهودي القديم في فلسطين، فإن الأدلة التي جاء بها البروفيسور هرتزوج تسبب لهم مشكلة كبيرة
وقد تجمع الكثير من المستوطنين أخيرا في مستوطنة ألون شفوت لمناقشة الأدلة الجديدة مع البروفيسور هرتزوج، ورغم أن المستوطنين رحبوا به فإن وضعه لا يخلو من خطورة
ويعلق نعوم عرنون، الذي يمثل المتشددين اليهود الذين يعيشون في مدينة الخليل في قلب فلسطين، بالقول إن نبي اليهود إبراهيم سيبقى ذكره طويلا بعد أن يطوي النسيان البروفيسور هرتزوج

هذه الأرض هي أرض إسرائيل
ويقول عرنون إن الشك في بعض الحقائق الصغيرة لا يغير أفكار الكثيرين هنا بأن هذا البلد هو أرض إسرائيل الحقيقية وأن مهمتهم الأساسية هي إعمارها والاستيطان فيها.
ويذهب بعض النقاد أبعد من ذلك، فهم يشمون رائحة مؤامرة سياسية ضد إسرائيل. فقد وصف عضو البرلمان الإسرائيلي تومي لابيد استنتاجات البروفيسور هرتزوج بأنها كره لإسرائيل. ويقول إن هناك دافعا سياسيا وراء ذلك، وهذا هو عداء اليساريين المتطرفين للصهيونية. وقال إن محاولات البرهنة على أن التوراة غير صحيحة هي محاولات للبرهنة على أن إسرائيل على خطأ يبدو من المؤكد أن الجدال حول أي القصص التوراتية حقيقة تاريخية وأيها أسطورة سوف يستمر
B.B.C